قصيدة الفراق للإمام على بن زين العابدين .

أنا العبد الذي أغلق الأبواب مجتهداً على المعاصي وعين الله تنظرني
تمر ساعات أيامي بلا ندم ٍ ولا بكاء ولاخوف ولاحزنى
لي بقايا ذنوب لست أعلمها الله يعلمها في السر والعلني
وأنا الذي أغلق الأبواب مجتهداً على المعاصي وعين الله تنتظرني
ما أحلم الله عنى حيث أمهلني وقد تماديت في ذنبي ويسترني
كأنني بين تلك الأهل منطرحاً على الفراش وأيديهم تقلبنى
وقد آتو بطبيب كى يعالجني فلم أرى الطبيب اليوم ينفعني
وأشتد نزعي وسار الموت يجذبها من كل عرق بلا رفق ولا هون
كأنني وحولي من ينوح ومن يبكى على وينعاني ويندبني
وقام من كان أحب الناس في عجل نحو المغسل يأتيني يغسلني
فجاءني رجلاً منهم فجردني من الثيابى وأعرانى وأفردنى
وأوضعونى على الألواح منطرحاً وسار من فوقى خرير الماء ينظفنى
أسكب الماء من فوقى وغسلني غسلاً ثلاثاً ونادى القوم بالكفنى
وحملوني على الألواح أربعة من الرجال وخلفي من يشيعني
وقدموني إلى المحراب وأنصرفوا خلف الإمام فصلى ثم ودعني
صلوا على صلاتاً لاركوع لها ولاسجود لعل الله يرحمنى
وأخرجوني من الدنيا فوا أسفاه على رحيل بلا ذاد يبلغني
وأنزلوني إلى قبرى على مهل وقدمو واحداً منهم يلحدنى
وكشف الثوب عن وجهي لينظرنى فأسكب الدمع من عينية فأغرقني
وقال هلوا عليه التراب وأغتنموا حسن الثواب من الرحمن ذي المنن
ومنكر ونكير ما أقول لهما قد هالنى أمرهما جداً فأفز عنى
وأقعدانى وجدا في مساءلتي مالي سواك إلهي من يخلصني
وتقاسم الأهل مالي بعدما انصرفوا وصار وزري على ظهري فأثقلني
فلا تغرنك الدنيا وزينتها وأنظر إلى فعلها في الأهل والوطن
يانفسى كفى عن العصيان واكتسبي فعلاً جميلاً لعل الله يرحمنى
يا نفس ويحك توبي وأعملي حسناً عسا تجزين بعد الموت بالحسن

قصيدة الفراق للإمام على بن زين العابدين . 14n3b7l

سبحانك ربى رب العزة عمــــا يصفون